العادة الحادية والعشرون | من كتاب ما أوصلك إلى هنا..لن يوصلك إلى هناك

Admin
0

العادة الحادية والعشرون | من كتاب ما أوصلك إلى هنا..لن يوصلك إلى هناك


العادة الحادية والعشرون: الهوس بتحقيق الهدف.


الهوس بتحقيق الهدف ليس خللا في حد ذاته، وخلافا لعرض الأفكار الهاشمية أو معاقبة ناقل الرسالة أو أي عادة أخرى من العادات العشرين المزعجة. فإن الهوس بتحقيق الهدف ليس عملية تفاعلية متبادلة، وليس شيئا تقوم به بحق شخص آخر. ولكنه غالبا ما يكون السبب الجذري للسلوك المزعج. يحولنا الهوس بتحقيق الهدف إلى ما لا يجوز أن نكون.


ان الهوس بتحقيق الهدف واحدة من الخصال الشخصية الإشكالية التي نقبلها محركا لنجاحنا، وهو القوة التي تحفزنا لإنجاز عملنا ولقهم جميع الصعوبات وللقيام بمهمتنا على أكمل وجه.


إنها خصلة قيمة في معظم الحالات، ومن الصعب انتقاد شخص من الأشخاص على سعيه لإنجاز الأعمال على أكمل وجه (خاصة عندما تأخذ البدائل السيئة في الحسبان). لكن هذه الخصلة يمكن ان تصبح سببا واضحا للفشل اذا بالغ المرء فيها كثيرا.


ان عادة الهوس بتحقيق الهدف هي –عامة- القوة التي تجعلنا ننهمك كثيرا في تحقيق هدفنا على حساب أشياء اكثر أهمية.


تنشأ هذه العادة عن سوء فهمنا لرغباتنا في حياتنا. نعتقد مثلا أننا سنشعر بالسعادة الحقيقية (أو بسعادة أكبر) إذا كسبنا المال أو اذا خسرنا بعضا من وزننا أو …الخ. لذلك فإننا نسعى إلى تحقيق هذه الأهداف بلا هوادة، والذي لا ندركه إلا متأخرين جداً هو أننا عندما نكون مهوسين بجني المال فقد نهمل من نحب –أي اسرتنا التي يفترض اننا نجني تلك الأموال من أجلها-.


ونتيجة هذا يمكن أن ننسى أخلاقنا في خضم اصرارانا العنيد على تحقيق أهدافنا فنتودد إلى من يمكنه مساعدتنا على تحقيق اهدافنا، ونبعد من لا يفيدنا في مسعانا، ويمكن ان نتحول من غير قصد إلى مدبري مكائد لا يهتمون سوي بأنفسهم.


لهذا السبب فإن لمشكلة (الهوس بتحقيق الهدف) أهمية خاصة. فهو ليس خللا. بل هو السبب الذي يؤدي إلى نشوء الخلل. انه القوة التي تشوه مواهبنا ونوايانا الحسنة، فتجعل منها شيئا غير جدير باحترامنا.


جيد أن تسعى إلى تحقيق أحلامك. لكن ليس اذا جعلت سعيك هذا كابوسا بدلا من حلم جميل.


وربما يتسبب سعينا المحموم إلى تحقيق النجاح في إيذاء مؤسساتنا واسرنا بدلا من تحقيق فائدة لها.


الحل واضح ولكنه ليس سهلاً. ارجع خطوة إلى الوراء واستنشق نفسا عميقا وفكر مستعرضا الظروف التي تجعلك مهووسا بتحقيق الأهداف الخاطئة. ثم اعرض على نفسك السؤال الآتي: متى تكون تحت ضغط الوقت؟ أو في عجلة من أمرك؟ أو تقوم بعمل قيل لك: إنه مهم جدا؟ أو: ان أناسا يعتمدون عليك؟


الإجابة المحتملة: طوال الوقت. هذه هي الظروف التقليدية لظهور الهوس بتحقيق الهدف، ونحن نواجهها في كل دقيقة من يومنا. إنها موجودة دائما، ولكن الأكثر أهمية هو أن نعكسها على عملنا وان نطابقها مع الحياة التي نرغب في عيشها وأن نفكر قائلين: ” ما الذي أفعله؟” و “لماذا أقم بهذا؟”.


اعرض على نفسك السؤال الآتي:”هل أقوم بإنجاز مهمة تجعلني أنسى الهدف الأكبر للمؤسسة التي أعمل فيها؟”.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)