من العادات التي تعيق اعتلاءك للقمة | تحديات التعامل مع الآخرين | الجزء الأول

Admin
0

من العادات التي تعيق اعتلاءك للقمة | تحديات التعامل مع الآخرين | الجزء الأول


نستكمل مع الكتاب الرائع (ما أوصلك إلى هنا.. لن يوصلك إلى هناك) وبعض العادات التي تعيق اعتلاءك للقمة


تحديات التعامل مع الآخرين


العادة الأولى: الرغبة الجامحة في الانتصار.


الرغبة الجامحة في الانتصار هي المشكلة السلوكية الأكثر انتشارا  لدى الأشخاص الناجحين. ثمة خط رفيع يفصل بين التنافسية وفرط التنافسية وبين الانتصار عندما يكون الأمر مهما والانتصار عندما يكون الأمر تافها. يخلط الناجحون بين الأمرين بتواتر ينذر بالخطر.


لنكن واضحين هنا: لست أقلل من شأن المنافسة، بل أشير إلى أنها تصبح مشكلة عندما نستخدمها في أهداف لا تستحق العناء.


إن الرغبة الجامحة في الانتصار هي التحدي الأهم؛ لأنها تحمل في ثناياها جميع المشكلات السلوكية الأخرى تقريبا.


العادة الثانية: اضافة أفكار هامشية.


تلك هي مشكلة  الرغبة في اضافة أفكار هامشية. تخيل أنك مدير شركة، وتخيل أنني آت إليك بفكرة تعتقد أنها ممتازة، وبدلا من أن تربت على كتفي، وتقول:”فكرة عظيمة!”.. تقول (لأنك يجب أن تضيف فكرة ما):”فكرة جيدة. لكنها ستكون أفضل لو حاولت بهذه الطريقة”.


تكمن المشكلة في انك تكون قد حسنت محتوى فكرتي بنسبة 5%، ولكنك أضعفت التزامي بتنفيذها بنسبة 50% لأنك سلبتني ملكيتي لها. ففكرتي الآن أصبحت فكرتك، وسوف أغادر مكتبك وأنا أقل حماسة. هنا يكمن  خلل الرغبة في إضافة فكرة هامشية. مهما كسبنا جراء عرض الفكرة الجديدة، فإن أضعاف هذا الكسب تضيع بفعل تراجع التزام موظفينا بهذه الفكرة.


كلما علا مستواك في المؤسسة صبح مطلوبا منك جعل الآخرين يخرجون بإحساس المنتصر عوضا عن جعل نفسك منتصرا.


يعني هذا للمديرين الانتباه الشديد إلى طريقتهم في تشجيع الآخرين.


أما الموظفين الذين تؤذيهم رغبة مديريهم في إضافة فكرة من عنده، فانا انصحهم بأن يثقوا بخبراتهم ويتمسكوا برأيهم وأنصحهم ألا يثوروا.


العادة الثالثة: إطلاق الأحكام.


لا بأس في ابداء رأينا في أثناء المناقشات العادية التي تجري في العمل، ويحق للآخرين الاتفاق معنا أو مخالفتنا. ولكن من غير اللائق إطلاق الأحكام عندما نطلب من شخص إبداء رأيه فينا.


لا يحب الناس أن يتم انتقادهم، حتى ولو بطريقة غير مباشرة. لذلك يعد اطلاق الأحكام أحد الأساليب الخفية لتنفير الآخرين، وعثرة في سبيل تحقيق مزيد من النجاح.


والنتيجة الوحيدة المؤكدة لإطلاق الأحكام على جهود الناس الهادفة الى مساعدتنا هي انهم لن يساعدونا ثانية.


كيف أكف عن إطلاق الأحكام، خاصة عندما تكون نوايا الآخرين تجاهنا صادقة؟


ببساطة، أؤكد لهم أنني حيادي، أنا لا أنظر إلى الأمور من زاوية الاستحسان أو الاستهجان، ولست أحكم عليها. فليس من شأني تصنيفك جيدا أو سيئا.


العادة الرابعة: إطلاق التعليقات الهدامة.


التعليقات الهدامة هي تلك الملاحظات الساخرة اللاذعة التي نتلفظ بها يوميا قصدا او دون قصد، ولا نحقق عبرها أي هدف سوى احباط الاخرين وايذائهم او الاعلاء من شأن أنفسنا قياسا بهم، وتختلف هذه التعليقات التي تضيف أفكارا هامشية؛ لأنها لا تضيف سوى الألم.


الأمر الذي يجب أن تعرفه، إن كنت من ضمن هؤلاء. هو أن المشكلة تحدث عند تلك المرحلة؛ لأن الضرر يقع حالما يغادر التعليق شفتيك، فيصعب التراجع عنه ولا يمكنك استرجاعه، ومهما اعتذرت، بل حتى ان كان اعتذارك مقبولا، فإن التعليق الجارح يبقى في الذاكرة.


ان التعليقات الهدامة عادة يسهل الانزلاق اليها تحديدا لدى الناس الذين يعتمدون بحكم العادة على (الصدق أداة إدارة فاعلة)، والمشكلة هي أن الصدق يتحول بسهولة إلى سلاح مؤذٍ. يسمح الناس لأنفسهم بإطلاق تعليقات هدامة متذرعين بأنها حقيقية. لكن مربط الفرس ليس مدى صدق تلك التعليقات الهدامة، وليس هو السؤال: “هل هي صحيحة؟” بل “هل جدير بنا أن نطلقها؟”.


ولتجنب التعليقات الهدامة. قبل قول أي شيء. اعرض على نفسك الأسئلة الآتية:


  1. هل يساعد هذا التعليق زبائننا؟
  2. هل يحقق هذا التعليق مصلحة الشركة؟
  3. هل يساعد هذا التعليق الشخص الذي اتحدث اليه؟
  4. هل يساعد هذا التعليق الشخص الذي اتحدث عنه؟
  5. اذا كانت الإجابة بالنفي، فإن الأمر لا يحتاج إلى شهادة دكتوراه حتى تدرك أنك لا يجب أن تتفوه به.


العادة الخامسة: بدء الحديث بكلمة “لا” او “لكن” أو “على أي حال”.


عندما تبدأ جملتك بكلمة بكلمة “لا” او “لكن” أو “على أي حال” أو أي كلمة أخرى على شاكلتها وهما يكن أسلوبك ودوداً ومهما تكن عباراتك التي تقولها للإقرار بمشاعر الشخص الآخر لطيفة. فإن الرسالة التي يتلقاها هي “أنت مخطئ”. إنها بصراحة شديدة كأنك تقول :”ما تقوله خاطئ وما أقوله صحيح”.


لا يمكن أن يثمر هذا عن شيء مفيد، وتكون ردة الفعل المألوفة من الطرف الآخر هي الاعتراض على موقفك ثم شن هجوم مضاد، وهكذا تنساق إلى نقاش عقيم ولا تعود القضية قضية تواصل أو حوار، بل رغبة محمومة في الانتصار من جانب الطرفين.


ان كنت تعاني هذه المشكلة السلوكية في التعامل مع الآخرين. فإن بوسعك تطبيق ما يلي :


كف عن الدفاع عن رأيك، وابدأ مراقبة عدد المرات التي تبدأ فيها ملاحظاتك بكلمة “لا” أو “ولكن” او “على أي حال”. انتبه كثيرا للحالات التي تستخدم فيها هذه الكلمات في جمل غايتها المزعومة معارضة ما يقوله الطرف الآخر مثل “هذا صحيح ولكن…”.


يتبع..

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)