الاعتقادات الأساسية للنجاح | من كتاب ما أوصلك إلى هنا لن يوصلك هناك

Admin
0

الاعتقادات الأساسية للنجاح | من كتاب ما أوصلك إلى هنا لن يوصلك هناك


كتاب (ما أوصلك إلى هنا لن يوصلك هناك) لمؤلفه “مارشال غولد سميث” بالاشتراك مع “مارك ريتر” من أروع الكتب التي تتحدث في مجال التنمية البشرية والتطوير الذاتي.


في هذه التدوينة سنتطرق إلى بعض الاعتقادات الأساسية التي تساعدنا على النجاح وفي نفس الوقت قد تكون هي نفسها ما تمنعنا للوصول إلى مرحلة أفضل.


ثمة اعتقادات أساسية أربعة تساعدنا على النجاح، ولكنها قد تزيد من صعوبة عملية التغيير، وتلك هي مفارقة النجاح؛ هذه الاعتقادات التي اوصلتنا الى هذه المرحلة هي نفسها التي تشدنا إلى الوراء، وتمنعنا من الوصول إلى مرحلة أفضل. دعونا نمعن النظر في هذه الاعتقادات التي قد تمنعنا من تغيير أساليبنا “التي أثبتت نجاحها”.


الاعتقاد الأول: لقد نجحت


(يثق الناجحون بمهاراتهم ومواهبهم)


تسري في عروق الناجحين وفي عقولهم فكرة واحدة طوال الوقت، وهي تشبه تعويذة سحرية تتواصل على هذا النحو: “لقد نجحت. لقد نجحت. لقد نجحت”. إنها طريقتهم في اخبار أنفسهم أن لديهم المهارات والمواهب اللازمة لتحقيق النجاح ومواصلة تحقيقه، وسواء رددوا ذلك فعليًا في سرهم أو علانيتهم، فإن هذا ما يقوله الناجحون لأنفسهم.


إن اعتقاد “لقد نجحت” إيجابي في معظم الأوقات، ولا يكون عقبة إلا عندما تدعو الحاجة إلى تغيير سلوكي.


الاعتقاد الثاني: أستطيع النجاح.

هذه طريقة أخرى لقول: “أنا أثق بقدرتي على النجاح”.


هذا هو التعريف التقليدي للكفاءة الذاتية، ولعله يكون الاعتقاد الجوهري الذي يقود النجاح الفردي. فالناس الذين يعتقدون انهم قادرون على النجاح يرون فرصًا تتراءى للآخرين أنها تهديدات، وهم لا يخشون الغموض والالتباس، بل يستغلونه. فهم يرغبون في مخاطرة أكبر وفي تحقيق عائدات أكثر، وعندما يتاح لهم الاختيار فإنهم سيعتمدون على أنفسهم دائما.


يحظى معظم الناجحين “بمستوى تحكم داخلي” مرتفع، ولا يشعرون بأنهم ضحايا القدر، وهم يعدون نجاحهم ونجاح الآخرين قضية مرتبطة بالحوافز التي يملكها الناس وبإمكانياتهم، ويرون أنها لا ترتبط بالحظ أو بالفرصة العشوائية أو بالعوامل الخارجية.هذا الاعتقاد صحيح بقدر ما هو صحيح اعتقاد من ورث ثروته وراثة في انه عصامي!


إذا حافلك الحظ فلا تعتقد انك فائق المهارة. يعتقد الناجحون عموما ان ثمة صلة بين ما قاموا به وبين النجاح الذي احرزوه، حتى عندما لا تكون هذه الصلة موجودة على ارض الواقع. إنه وهم، لكنه يعزز الثقة بالنفس أيضا.


يستبدل الناجحون عقلية اليانصيب هذه بثقة بأنفسهم لا تتزعزع، ويمثل ذلك عقبة أخرى أمام قدرتي على مساعدتهم على تغيير سلوكهم. ان الافتراض الآتي لمن افدح الأخطاء التي يقع فيها الناجحون:”أنا ناجح، وأتصرف بهذه الطريقة. لذلك لابد ان نجاحي جاء نتيجة تصرفي بهذه الطريقة!”. والتحدي هنا هو جعلهم يرون أنهم ناجحون أحيانا برغم تصرفهم بتلك الطريقة.


الاعتقاد الثالث: سأنجح


بتعبير آخر: “لدي الدافع للنجاح”.


إن كانت “لقد نجحت” تعنى الماضي، و”أستطيع النجاح” تعني الحاضر. فإن “سأنجح” تشير الى المستقبل.


ولدى الناجحين تفاؤل لا يتزعزع. فهم لا يعتقدون بقدرتهم على تحقيق النجاح فقط، بل يؤمنون عمليا بحتميته. يسعى الناجحون نتيجة لذلك إلى انتهاز الفرص بحماسة قد يستغربها الآخرون، و إذا وضعوا هدفا نصب أعينهم وأعلنوه على الملأ فإنهم يبذلون كل ما في وسعهم لتحقيقه. هذا جيد، لكنه قد ينحرف عن مساره بسهولة لنقلب إلى تفاؤل مفرط، وهذا ما يفسر شدة انشغال الناجحين وتعرضهم لخرط فرط الانشغال.


الاعتقاد الرابع: خياري هو النجاح.


يعتقد الناجحون انهم يقومون بعملهم لأنهم اختاروا القيام به، ولديهم توق كبير الى اتخاذ قراراتهم بأنفسهم. تزداد إمكانية ان يكون هذا صحيحا كلما كان الشخص أكثر نجاحا. فعندما نقوم بما اخترنا القيام به نكون ملتزمين، وعندما نقوم بما يجب علينا القيام به نكون ملزمين.

ينفر الناجحون من سيطرة الآخرين، ومن نفوذهم عليهم. وللأسف فإن حمل الناس الذين يؤمنون بمقولة “اخترت النجاح” على قول “اخترت أن اتغير” ليس بالعملية السهلة. فهي تعني قلب ذلك الالتزام اللفظي رأسا على عقب. فالقول سهل، لكن التنفيذ اكثر صعوبة، وكلما ازداد اقتناعنا بأن سلوكنا هو نتيجة لخياراتنا الخاصة والتزاماتنا ازدادت ممانعتنا لتغيير هذا السلوك.


كيف يجعلنا نجاحنا نؤمن بالخرافات


إن اعتقادات النجاح الأربعة هذه، أي امتلاكنا المهارات والثقة والدافع والاختيار الحر للنجاح، تجعلنا نؤمن بالخرافات!


ليس الإيمان بالخرافات سوى الخلط بين الارتباط والسببية. فأي إنسان، يميل إلى تكرار السلوك الذي يليه حدث إيجابي. كلما ازدادت إنجازاتنا. ازداد حصولنا على أحداث إيجابية.


ومن أفدح الأخطاء التي يرتكبها الناجحون افتراضهم ما يلي :”أنا أتصرف بهذه الطريقة وأحقق الإنجازات. لذلك لا بد أنني أحقق هذه النتائج لأني أتصرف بهذه الطريقة”.


هذا الاعتقاد صحيح في بعض الحالات لا في جميعها. يظهر تأثير الإيمان بالخرافات في هذه الفجوة. انه ينشئ مغالطة جوهرية استوجبت وضع هذا الكتاب، ألا وهي : “ما وصل بك إلى هذه المرحلة لن يوصلك إلى أفضل منها”.


وأنا –الكاتب- أتحدث عن الفارق بين النجاح الذي يحدث نتيجة سلوكنا، والنجاح الذي يأتي برغم سلوكنا. أي أن هناك من الناس ناجحين؛ لأنهم يقومون بكثير من الأشياء بطريقة صحيحة، وهناك منهم ناجحين برغم قيامهم ببعض التصرفات التي تجافي المنطق.


التحدي الأكبر هو مساعدة القادة على ادراك الفرق وادراك انهم يخلطون بين سلوك “بسبب” وسلوك “بالرغم من” وعلى تجنب الوقوع في “فخ الإيمان بالخرافات” هذا.


يتطلب الخروج من فخ الإيمان بالخرافات هذا قدرا من اليقظة. عليك أن تطرح على نفسك باستمرار السؤال الآتي: هل يرقى هذا السلوك إلى مرتبة كونه سببا منطقيا لنجاحي. أم أنني أخدع نفسي؟


إذا أحصيت كافة تصرفاتك من النوعين “بسبب” و “بالرغم من”، فسوف تصيبك الدهشة بمدى إيمانك بالخرافات!


يتبع …

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)